إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

748 ـ محمود رياض (1917 ـ 1992)

عسكري ورجل دولة مصري عربي معروف على نطاق عالمي. أمين عام جامعة الدول العربية (1972 ـ 1979م).

ولد محمود رياض في 8 يناير 1917م، بمحافظة الدقهلية. وكان والده يعمل مهندساً. التحق بالكلية الحربية عام 1934،

وتخرج في الكلية الحربية الملكية بمصر عام 1936. وعمل بوحدات المشاة. قائد فصيلة، فقائد سرية، ثم أُنتدب للعمل بالكلية الحربية عام 1942، وقام بتدريس مادة التكتيك. ثم ألتحق بكلية أركان الحرب وحصل على ماجستير العلوم العسكرية منها عام 1943.

وعاد للتدريس بالكلية الحربية مرة أخرى وكان من تلاميذه الكثير من الضباط الأحرار مثل كمال الدين رفعت ـ الذي شغل منصب وزير العمل والعمال بعد الثورة ـ وكذلك النقيب جمال منصور والنقيب مصطفى نصير، وشمس بدران، وأحمد بدوي، ومحمد عبدالحليم أبو غزالة...الخ

وفي أغسطس 1948، عين مديراً للمخابرات الحربية في غزة. ثم عمل في إدارة فلسطين، التي كان يتولى إدارتها القائمقام (عقيد) إسماعيل شرين، زوج أخت الملك فاروق. وكان عضو في الوفد المصري في مفاوضات رودس في فبراير 1949. ثم رئيس الوفد المصري في لجنة الهدنة المشتركة المصرية ـ الإسرائيلية من عام 1949 حتى 1952.

وبعد قيام ثورة 23 يوليه، عين مديراً لإدارة فلسطين، ومسؤولاً عن كافة جوانب القضية في القيادة العامة للقوات المسلحة. ثم انتقل إلى وزارة الخارجية عام 1954حيث تولى الإدارة العربية، وقت كان الدكتور محمود فوزي وزيراً للخارجية.

وفي ربيع عام 1955، لمس الرئيس جمال عبدالناصر أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه سورية في السياسة العربية، فسعى إلى توطيد العلاقات معها، وقرر تعيين محمود رياض سفيراً لمصر في سورية، للقيام بهذه المهمة، وأطلق يده في العمل لتحقيق هذا الهدف. ولم يجد محمود رياض حاجة إلى وقت طويل لتوطيد علاقاته بالأحزاب السورية وبقيادات الجيش، ولمس قوة المشاعر العربية في سورية، ومساندة الشعب العفوية لكل قضية عربية وإيمانه العميق بالوحدة العربية. لذلك اقترح على الرئيس جمال عبدالناصر في شهر يوليه 1955، عقد اتفاقية عسكرية مع سورية، وإنشاء قيادة عسكرية موحدة، يمكن أن تنضم لها الأردن، فيما بعد. وكان رأيه أن نجاح الدول الثلاث (مصر، سورية، الأردن) في إقامة وحدة عسكرية، سيحول دون قيام إسرائيل بأي عدوان على الدول العربية. وبالفعل وقعت اتفاقية دفاع بين مصر وسورية في دمشق في 20 أكتوبر 1955، انضمت لها الأردن في أكتوبر عام 1956.

وأدى تطور العلاقات بين مصر وسورية، في هذه الفترة، إلى ازديادة الروابط بين البلدين والشعور بالمصير الواحد مما دفع البلدين إلى الاتجاه نحو إقامة وحدة كاملة بينهما، تم الإعلان عنها في 22 فبراير 1958، في جو من الحماس البالغ في مصر وسورية. واشترك محمود رياض مع الوفد المصري في توقيع الوحدة مع سورية.

وبعد توقيع الوحدة بين مصر وسورية، أنتدب محمود رياض للعمل برئاسة الجمهورية، مستشار للشؤون السياسية للرئيس جمال عبدالناصر، خلال الفترة من 1958 حتى 1962. وفي عام 1962، أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراراً بتعيين محمود رياض مندوباً لمصر في الأمم المتحدة، وظل في هذا المنصب حتى أبريل عام 1964. وفي ذلك الوقت كان الصراع حول مياه نهر الأردن بين إسرائيل والدول العربية يشتد، خاصة عندما بدأت إسرائيل في تنفيذ مشروعها لتحويل مياه نهر الأردن إلى النقب، حتى تستقبل المزيد من المهاجرين اليهود الجدد. فدعا عبدالناصر إلى عقد قمة عربية في يناير 1964، للنظر في تنفيذ المشروع العربي لاستغلال نهر الأردن، وهو مشروع كان محمود رياض قد أشرف على وضعه مع مجموعة من المهندسين العرب، وسبق له بحثه مع "أريك جونسون"، عند ما جاء يمثل حكومة الولايات المتحدة، ويحمل معه مشروعاً أمريكياً لتوزيع المياه بين إسرائيل والعرب، إلا أن العرب لم يصلوا إلى اتفاق بسبب إصرار إسرائيل على الحصول على معظم مياه نهر الأردن.

وقد استدعاه الرئيس جمال عبدالناصر من نيويورك للاشتراك في مؤتمر القمة. وتقرر في هذا المؤتمر إنشاء قيادة عسكرية عربية موحدة للدفاع عن الأراضي العربية ضد أي تهديد إسرائيلي، كما تقرر إنشاء هيئة للإشراف على تنفيذ المشروع العربي لاستغلال مياه نهر الأردن. وتقرر كذلك قيام تنظيم فلسطيني وهو منظمة التحرير.

وفي أبريل 1964، اختاره الرئيس جمال عبدالناصر ليشغل منصب وزير الخارجية. وعند دراسة محمود رياض للخطوط العريضة لسياسة مصر الخارجية، لم يكن في الاستطاعة وضع أولويات، وإنما كانت هناك مجموعة من الخطوط العريضة يجب السير فيها في نفس الوقت، وكان من أهمها: تنظيم العمل العربي عن طريق اجتماعات القمة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، وتطوير العلاقات مع الاتحاد السوفيتي، لضمان الحصول على احتياجاتِنا من الأسلحة لدعم قواتنا المسلحة وزيادة قدراتنا الصناعية، والتمسك بسياسة عدم الانحياز إزاء الصراع السوفيتي ـ الأمريكي، ودعم علاقاتِنا مع دول عدم الانحياز والدول الأفريقية. وتنفيذاً لهذه السياسة شهدت القاهرة خلال عام 1964 نشاطاً دولياً على نطاق واسع، فقد عقد في القاهرة اجتماع قمة عربية في يناير 1964، واجتماع قمة عربي آخر في سبتمبر بالإسكندرية، كما عقد اجتماع قمة أفريقي في القاهرة في يوليه من نفس العام، وفي أكتوبر انعقد في القاهرة اجتماع قمة لدول عدم الانحياز.

وبعد الهزيمة العربية في 5 يونيه 1967، لعب محمود رياض دوراً مهم في صدور قرار مجلس الأمن الرقم 242، في 22 نوفمبر 1967، الذي يعتبر حتى الآن حجر الزاوية في عملية السلام بين العرب وإسرائيل. واستمر محمود رياض يشغل منصبه كوزير لخارجية مصر حتى نهاية عام 1971. وفي أوائل عام 1972 عينه الرئيس محمد أنور السادات مستشاراً سياسياً لرئيس الجمهورية.

وفي يونيه 1972، انتخب أميناً عاماً للجامعة العربية، وبقي في ذلك المنصب حتى استقالته عام 1979. إلا أنه ظل يقدم المشورة لكل الدول العربية عندما كانت تطلب منه. وتفرغ لكتابة مذكراته، حيث صدرت في جزئين، في منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. هذا فضلاً عن الكثير من المقالات والأبحاث السياسية المنشورة في العديد من الصحف والمجلات ومنها جريدة الحياة. كما شارك في العديد من الندوات وحلقات النقاش لكل القضايا العربية.

حصل على العديد من الأوسمة من مصر، وسورية، تونس، لبنان، السودان، السنغال، فنلندا، باكستان، الفاتيكان، إيطاليا، بولندا، المغرب، ألمانيا الشرقية، رومانيا، فولتا العليا، بلغاريا، الكنغو، المجر، أفريقيا الوسطى.